إن حياته عليه السلام كلها امتحان، وقد ورد أنه يوجد عنده في البيت الذي يسكن فيه قميص جده الحسين عليه السلام معلقٌ فوق رأسه وهو يراه ، فإذا حان وقت ظهوره يراه قد صار دماً عبيطاً !
إن صبره لايشبه صبر أحد من الناس، بسبب سعة علمه ورقة قلبه وشفافية مشاعره عليه السلام ! فهو يرى كل مظالم العالم وجناياته ، وهو يرى مظالم جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجداده الطاهرين عليهم السلام أمام عينيه،ولاشك أنه يتجول في زيارة مشاهدهم المشرفة ، من بيت الله في مكة ، الى قبر جده المصطفى وأجداده المعصومين في المدينة المنورة ، الى قبر جده أمير المؤمنين عليه السلام في النجف، الى قبر جده الحسين في كربلاء ، الى بقية مشاهد المعصومين عليهم السلام ، وتتجسد أمام عينيه مظالمهم ومصائبهم !
وهو في ذلك يعيش حياته بقلب حي وإحساس نابض، يعيش بقداسة روح جده أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا يتحمل أن يسلب نملة جلب شعيرة ، حتى لو أعطي مقابلها الأقانيم السبعة بما تحت أفلاكها! والذي عنده الموت أهون من أن يرى امرأة مسلمة أو ذمية تسلب حليها، ولا يستطيع أن يدافع عنها!
فأي صبر هو صبر الإمام المهدي أرواحنا فداه ؟!
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا.. هذا هو الصبر المطلق الذي يوصل الى الامامه المطلقه..... انتفاظة ذي قار الالكترونيه