[b]التوبة[/b]
lor=red]]التوبة مبدأ طريق السالكين,ورأس مال الفائزين ومفتاح استقامة المائلين ,وما أجدر الأبناء أن يقتدوا بالاباء فق قرع آدم سن الندم ومن اتخذه قدوة في الذنب ولم يتخذه قدوة في التوبة فقد زلت به القدم فالمتجرد للخير إنما هو ملك مقرب والمتجرد للشر إنما هو شيطان رجيم والمتلافي للشر بالرجوع الى الخير إنما هو الإنسان,ومنزل التوبة اول المنازل واوسطها واخرها فلا يفارقه العبد السالك ولايزال فيه الى آخر الممات وان ارتحل الي منزل آخر ارتحل به واستصحبه معه ونزل به وحاجته إلى التوبة في نهايته كحاجته اليها في بدايته وقد خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه وأمرهم بها بعد إيمانهم وصبرهم وهجرتهم جهادهم ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه واتى يكمل المشعرة بالترجي إيذانا بانكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح فلا يرجو الفلاح الي التائبون وذلك بقوله تعالى:(وتوبوا إلى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون) وقسم العباد الى قسمين تائب وظالم ولا ثالث لهما , فقال:( ومن لم يتبفاولئك هم الظالمون ) وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا ايها الناس توبوا إلى الله ,فوالله إني لااتوب إليه في اليوم اكثر من سبعين مره)وكان اصحابه
يعدون له في المجلس الواحد قبل ان يقوم ,رب اغفرلي وتب علي انك انت التواب الغفور مائة مره وما صلى صلاة قط بعد اذ انزلت عليه (إذا جاء نصر الله والفتح.... إلى آخرها) إلا قال: ( سبحانك اللهم وبحمدك , اللهم اغفر لي ) ويقول ابن القيم رحمة الله ,واما كانت التوبة رجوع الغبد إلى الله ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين , وذلك لايحصل إلا بهدلية الله إلى الصراط المستقيم ولا تحصل هدايته الا بتوحيده واعانة الله له فقط انتظمتها سورة الفاتحة أحسن إنتظام وتضمنها أبلغ تضمن فمن أعطى الفاتحة حقها علما وشهودا وحالا ومعرفة علم انه لاتصح قراءتها على العبودية إلا بالتوبة النصوح فإن الهداية التامة إلى الصراط المستقيم لا تكون مع الجهل بالذنوب ولا مع الإصرار عليها . فمعنى التوبة كما عرفها الإمام الغزالي بأنها عبارة عن ندم يبعث العزم على الترك فيما يقدر عليه أو هي علم يورث ندما يورث عزما وقصدا .
وهي بهذا التعريف عبارة عن معنى يلتئم من ثلاثة أمور أولهاعلم بضرر الذنوب وانها حجاب بين العبد وربه وجنته ورضوانه , وانها سموم تقتل روح الإيمان وهذا العلم يثور بسببه تألم القلب لفوت محبوب أولوقوع مكروه وهذا الندم يورث عزما وقصدايتعلق بالماضي ويتعلق بالحاضر ويتعلق بالمستقبل ومعرفة كون الذنوب مهلكات من نفس الايمان وهذه المعرفة تكون باعثا على الترك فمن لم يترك فهو فاقد لهلهذا الجزء من الايمان وليس المراد نفي الايمان الذي هو الايمان بالله وصفاته انما نفي الايمان بان هذا الذنب موجب لمقت الله وسخطه ومبعد عنه .ونسال الله ان يجعلنا وإياكم من التائبين والحامد ين والشاكرين ليتم نعمته علينا ويهدنا الي صراط قويم آآآآمييييين(مأخوذ من كتاب توجيهات ايمانية ) المؤلف (عبد القادر العلي)_[/size]_(تقديم د.عبد الرحمن حمود السميط)