قطيعة الرحم المظاهر والأسباب والعلاج

قطيعة الرحم من الأمور التي تفشت في مجتمعات
المسلمين , خصوصا في عصرنا الحالي الذي طغت فيه المادة , فكثير من الناس – والله المستعان - مضيعون لهذا الحق مفرطون فيه ........

من مظاهر قطيعة الرحم أن من الناس من لا يعرف قرابته بصلة , لا بالمال ولا بالجاه ولا بالحق , تمضي الشهور وربما الأعوام وما قام بزيارتهم ولا تودد إليهم بصلة أو بهدية , ولا دفع عنهم حاجة أو ضرورة أو أذية , بل ربما أساء إليهم بالقول أو بالفعل أو بهما جميعا ......... والعياذ بالله .

ومن الناس من لا يشارك أقاربه في أفراحهم ولا يواسيهم في أتراحهم ولا يتصدق على فقيرهم , بل تجده يقدم غيرهم عليهم في الصلاة الخاصة والتي هم أحق بها من غيرهم .

ومن الناس من يصل أقاربه إن وصلوه , ويقطعهم إن قطعوه وهذا في الحقيقة ليس بواصل وإنما مكافئ للمعروف بمثله .

والواصل حقيقة هو الذي يصل قرابته للـــــــــــــــــــــــــــــــه سواء وصلوه أم قطعوه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ليس الواصل بالمكافئ , ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ] .

ومن مظاهر قطيعة الرحم أن تجد بعض الناس ممن آتاه الله علماً ودعوة يحرص على دعوة الأبعدين, وهذا لا ينبغي , فالأقربون أولى بالمعروف قال الله عز وجل لنبيه
عليه أفضل الصلاة والسلام : - ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) .

ومن مظاهر قطيعة الرحم أن تجد بعض الأسر الكبيرة قد نبغ طالب علم أو مصلح أو داعية فتراه يلقى القبول والتقدير من سائر الناس ولا يلقى من أسرته إلا الكنود والجحود مما يوهن عزمه ويقلل أثره ...

ومن مظاهر قطيعة الرحم تحزيب القبائل , وتفرق شملهم وتأليب بعضهم على بعض .
أسباب قطيعة الرحم1- الجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة يحمل عليها, كما أن الجهل بفضائل الصلة العاجلة والآجلة أيضا يقصر عنها ولا يحث عليها .........
2- ضعف التقوى : - فإذا ضعفت التقوى , ورق الدين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل , ولم يطمع بأجر الصلة ولم يخش عاقبة القطيعة ......................
3- الكبر :- بعض الناس إذا نال منصباً رفيعاً ,أو حاز على مكانة عالية , أو كان تاجراً كبيراً - تكبر على أقاربه وأنف من زيارتهم والتودد إليهم ,بحيث يرى أنه صاحب الحق , وأنه أولى بأن يزار ويؤتى إليه ....................
4- الانقطاع الطويل :- فهناك من ينقطع عن أقاربه فترة طويلة , فيصيبه من جراء ذلك وحشة منهم فيبدأ بالتسويف في الزيارة فيتمادى به الأمر إلى أن ينقطع عنهم بالكلية فيعتاد القطيعة ويألف البعد .................................
5- العتاب الشديد فبعض الناس إذا زاره أحد من أقربه بعد طول غياب – أمطر عليه وابلاَ من اللوم , والعتاب والتقريع عن تقصيره في حقه وإبطائه في المجئ إليه .
ومن هنا تحصل النفرة من ذلك الشخص , والهيبة من المجيء إليه , خوفاً من لومه وتقريعه وشدة عتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـابه .............
6- التكلف الزائد :- فهناك من إذا زاره أحد من أقاربه تكلف لهم أكثر من اللازم , وخسر الأموال الطائلة وأجهد نفسه في إكرامهم , وقد يكون قليل ذات اليد .
ومن هنا تجد أن أقربه يتحاشون زيارته خوفاً من إيقاعه في الحرج ..........

7- قلة الاهتمام بالزائرين :- مفن الناس إذا زاره أقاربه لم يبد لهم الاهتمام , ولم يصغ لحديثهم بل تجده معرضاً مشحاً بوجهه عنهم إذا تحدثوا لا يفرح بمقدمهم , ولا يشكرهم على مجيئهم , ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل وبرود مما يقلل رغبتهم في زيارته
8- الشح والبخل :- فمن الناس من إذا رزقه الله مالاً أو جاهاً –تجده يتهرب من أقاربه , ليس تكبرا عليهم وإنما خوفاً من أن يفتح عليه باب من أقاربه فيكثرون الطلبات عليه أو الاستدانة منه أو غير ذلك !!!!!!!! وبدلا من أن يفتح لهم الباب ويستضيفهم , ويوسع عليهم ويقوم على خدمتهم بما يستطيع , أو يعتذر عما لا يستطيع .........
وما فائدة المال أو الجاه إذا حرم منه الأقارب قال زهير بن أبي سلمى - وما أمل ما قال
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه ويذمم .
9- تأخير قسمة الميراث :- فقد يكون بين الأقارب ميراث لم يقسم إما تكاسلا منهم أو لأن بعضهم عنده شيء من العناد أو نحو ذلك ....................
وكلما تأخر تقسيم الميراث وتقادم العهد عليه –شاعت العداوة والبغضاء بين الأقارب فهذا يريد حقه من الميراث ليتوسع به , وهذا يموت ويتعب من بعده في حصر الورثة وجمع الوكالات حتى يأخذوا نصيبهم من مورثهم وذاك يسيء الظن بهذا......... وهكذا تشتبك الأمور ........ وتتأزم الأوضاع وتكثر المشكلات .... وتحل الفرقة , وتسود القطيـــــــــــــــــــــــــــــــعة .
10- الشراكة بين الأقارب : فكثيرا ما يشترك بعض الإخوة أو الأقارب في مشروع أو شركة ما دون أن يتفقوا على أسس ثابتة , ودون أن تقوم الشركة على الوضوح والصراحة , بل تقوم على المجاملة وحسن الظن ...
وإذا ما زاد الإنتاج ,واتسعت دائرة العمل دب الخلاف وساد الفساد وحدث سؤ الظن خصوصا إذا كانوا من قليلي التقوى والإيثار ,أو كان بعضهم مستبدا برأيه أو كان أحد الطرفين أكثر جدية من الآخر ..........
ومن هنا تسود العلاقة وربما وصل الحال يهم إلى المحاكم قال تعالى : ( وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم )......................................
11- الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها , فال يجد هذا اللاهث وقتا يصل به قرابته , ويتودد إليهم .........................
12-الطلاق بين الأقارب : فقد يحدث الطلاق بين الأقارب فتكثر المشكلات بين أهل الزوجين إما بسبب الأولاد أو بسبب بعض الأمور المتعلقة بالطلاق أو غير ذلك .............
13- بعد المسافة والتكاسل عن الزيارة فمن الناس من تنأى به الديار فيبتعد عن أهله وأقاربه , فإذا ما أراد زيارتهم بعدت عليه الشقة فثبط عن المجيء
14- التقارب في المساكن بين الأقارب :فربما أورث نفرة وقطيعة بين الأقارب وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : [مروا ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا] .......
قال الغزالي معلقا على مقولة عمر : وإنما قال ذلك لأن التجاور يورث التزاحم على الحقوق وربما يورث الوحشة والقطيعة ]
ثم إن القرب في المسافة قد يسبب بعض المشكلات التي تحدث ما يكون بين الأطفال من تنافس أو مشادة وقد ينتقل ذلك إلى الوالدين , فيحاول منهما أن يبرئ ساحة أولاده فتنشأ العداوة وتحل القطيعة ..........
15- قلة تحمل الأقارب والصبر عليهم .................

16- نسيان الأقارب في الولائم و المناسبات .................
17- الحسد بين الأقارب ............
18- كثر المزاح ................
19- الوشاية والإصغاء إليها..............
20- سؤ الخلق من بعض الزوجات .................

هذه بعض الأسباب الحاملة على الهجر وقطيعة الرحم .........

والآن لنتعرف على الأسباب المعينة على الصلة

1- التفكر في الآثار المترتبة على الصلة .........

2- النظر في عواقب القطيعة ..........

3- الاستعانة بالله وذلك بسؤاله التوفيق والإعانة على الصلة ......
4- مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان ...................
ومن أجمل ما قيل في ذلك ,قول المقنع الكندي :

إن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم
قدحت لهم في كل مكرمة زندا
وإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد عليهم
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
وأعطيهم مالي إذ ا كنت واجدا
وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
5- قبول أعذارهم إذا أخطئوا واعتذروا

6- التواضع لهم ولين الجانب وصدق من قال :
من كان يحلم أن يسود عشيرة
فعليه بالتقوى ولين الجانب
ويغض طرفا عن مساوئ من أساء
مهم ويحلم عند جهل الصاحب

7- التغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر والعظماء ..
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أغمض عيني عن أمر كثيرة
وإني على ترك الغموض قدير
أصبر نفسي باجتهادي وطاقتي
وإني بأخلاق الجمع خبير

8- بذل المستطاع لهم من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال .......
9- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل ........
10 – مراعاة أحوالهم وفهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم فمن الأقارب من يرضى بالقليل فتكفيه الزيارة سنوية وتكفيه المكالمة الهاتفية ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه والصلة بالقول فحسب ........
11- ترك التكلف مع الأقرب ورفع الحرج عنهم .........
12- تجنب الشدة في العتاب حتى يألف الأقارب المجئ ........
13- تحمل عتاب الأقارب وحمله على المحامل ........
14- الاعتدال في المزاح معهم ..............
15- تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم ..........
16- أن يستحضر الإنسان أن أقاربه لحمة منه ...............
17- أن يعلم أن معاداة الأقارب شر وبلاء................
18- الحرص التام على تذكر الأقارب في المناسبات ...............
19- الحرص على إصلاح ذات البين ..................
20- تعجيل قسمة الميراث .................
21- الحرص على الوئام والاتفاق في حالة الشراكة ...........
22- الاجتماعات الدورية ..............
23- صندوق القرابة الذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم مما يولد المحبة وينمي المودة ............
24- دليل الأقارب فهذا الصنيع على الصلة ........
25- الحذر من إحراج الأقارب ............
26- الشورى بين الأقارب .........
وأخيرا يراعى في ذلك كله أن تكون صلة القرابة للـــــــــــــــــــــه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كل الحب والولاء لمحبي صاحب الزمان
موفقين

الله يعطيكم العافية